– استوحش مما لا يدوم معك ، و استأنس بمن لا يفارقك. – لا فرحة لمن لا هم له ، و لا لذة لمن لا صبر له ، و لا نعيم لمن لا شقاء له ، و لا راحة لمن لا تعب له. – أغبى الناس من ضل الطريق في آخر سفره و قد قارب المنزل. – قسوة القلوب من أربعة أشياء إذا جاوزت قد الحاجة: الأكل و النوم و الكلام و المخالطة. – الذنوب جراحات ، و رب جرح وقع في مقتل الفوائد ، فلا تستصغر الذنب فربما حرمك خيراً أو أوقعك في هلكة.
مررت بهذه المفسدات التي تودي بالقلوب وتهوي بها في مكان سحيق، لأن القلب هو مركز الارتكاز، وإذا صلح القلب صلحت الأعضاء؛ فهو بمنزلة الحاكم للرعية، والرأس للجسد. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وأما مفسدات القلب الخمسة فهي: كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام. فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب. المفسد الأول: كثرة المخالطة. إن امتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم يجعله يسود، ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما وضعفا، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟ وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا ، قد تنقلب عداوة؛ قال تعالى: { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]. وقال خليله إبراهيم لقومه: { وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} [العنكبوت: 25].