4/542- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان زكريا عليه السلام نجاراً")) رواه مسلم. 5/543- وعن المِقدامِ بن معدي كرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكُل من عمل يديه، وإن نبي الله داود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده)) رواه البخاري. حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيه العطاء فيقول: أعطه من هو أفقر مني فيقول له الرسول عليه الصلاة والسلام: خذه؛ إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، فتموله فإن شئت كله، وإن شئت تصدق به، وما لا فلا تتبعه نفسك.
العمل في القرآن الكريم والسنة النبوية وردت الكثير من النصوص الصحيحة في كتاب الله عزَّ وجلَّ والصريحة في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تُشير إلى أهمية العمل ومكانته في الإسلام، وتحثُّ كذلك عليه والسعي في الأرض لتأمين الرزق والقوت للمسلم المُكلَّف ومن يُعيل، ومن تلك النصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يلي: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فإذا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) ، [٣] فقد دعت الآية السابقة إلى طلب البيع والشراء والتوجه إلى العمل فور الانتهاء من أداء صلاة الجمعة المفروضة؛ بغية الوصول إلى تأمين الرزق للمسلم والتماس الكسب الحلال بالطرق المشروعة من خلال العمل؛ مما يدلُّ على اقتران العمل وطلب الرزق بأهم الفرائض التي هي الصلاة. [٤] قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) ، [٥] فقد حثَّ الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية صراحةً على طلب الرزق والسعي له بالعمل وعدم الركون للراحة، وتُشير الآية كذلك أنّ الله -سبحانه وتعالى- قد ذلّل الأرض لعباده لسهولة طلب الرزق والعمل؛ إذ يُشير ذلك إلى أهمية العمل في الإسلام.
الحث على العمل في القرآن الكريم نفحات إسلامية 2015-03-16 209126 زيارة الحث على العمل في القرآن الكريم: وردت في القرآن الكريم (360) آية تحدثت عن العمل ، ووردت (190) آية عن (الفعل) ، وهي تتضمن أحكاماً شاملة للعمل، وتقدير ومسؤولية العامل وعقوبته ومثوبته ، ولا بد لنا من عرض بعض الآيات التي حثت على العمل الصالح الذي يترتب عليه الثواب والمغفرة من اللّه ، كما لا بد من عرض الآيات الأخر التي حثت على لزوم السعي والكسب لتحصيل الرزق، وإلى القراء ذلك: - العمل الصالح: إن العمل الصالح شعار الإسلام وهدفه الأسمى. إنه رمز عظمة هذا الدين الذي أقام العدل، وبسط الخير ونشر المحبة بين الناس. إنه عنوان الدعوة الإسلامية الخالدة التي أعلنها المنقذ الأعظم محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فجعل العمل الصالح جوهرها وحقيقتها التي لا تنفصل عنه. إنه نشيد الأبرار والعظماء والمصلحين من أبناء القرآن. إنه صلاح القلوب، وسلامة النية، وطهارة النفس، وأصل التسامح والتعاون على البر والتقوى. إنه أساس الامتياز بين الناس في نظر الإسلام، فليس التفوق بكثرة الأموال، ولا بالمتع الزائلة، وإنما هو بالتقوى وعمل الخير «إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم».
في هذا المقال يتم إبراز قيمة العمل وأهميته في الدين الإسلامي وتوضيح أثر العمل في حياة المسلمين من القرآن الكريم والسنة النبوية. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. العمل في عمارة الأرض من الشريعة بمكان؛ بحيث لا تُحصى الأوامر في هذا الصدد، وقد قال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15]. وقال الله تعالى: { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [ الجمعة:10]. وقال الله تعالى: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [المزمل:20]. وقال الله تعالى: { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [ الحج:28]. وقال الله تعالى: { كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه:54]. وقال الله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل:14].
ولنستمع الى الآيات الكريمة التي أشادت بالعمل الصالح، ورفعت من كيان الصالحين: قال اللّه تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه، وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين). وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا). وقال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). وقال تعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً). وقال اللّه تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا). وقال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا). وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
بتصرّف. ↑ سورة الانشقاق، آية: 6. ^ أ ب ت محمد راتب النابلسي (20-7-1992)، "كسب الرزق" ، موسوعة النابلسي ، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف. ↑ سورة الإسراء، آية: 66. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المقدام بن معد يكرب الكندي، الصفحة أو الرقم: 2072.
في العمل يتحقق الأمن الاجتماعي بين الناس مما يؤدي إلى التوازن النفسي في المجتمع المسلم على مستوى الفرد والجماعة. العمل في الإسلام يُمثِّل أحد أهمِّ معايير التقييم المجتمعي للأفراد؛ فإن كان الفرد عاملاً مُنتجاً دلَّ ذلك على ثقافته ووعيه، وإن كان متعطلاً عاجزاً دلَّ على قلة وعيه، حتى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا رأى غلاماً فأعجبه سأل: هل له حرفة؟ فإن قيل: لا، قال: سقط من عيني. حكم العمل في الإسلام سبقت الإشارة إلى أهمية العمل في الإسلام والقيم المستمدّة منه، وكان من أهمية العمل وقيمته في الإسلام أن جُعل طلبه مقدماً على الكثير من الأمور الأخرى بل حتى على العبادة من غير الفريضة؛ حيثُ يرى أهل العلم أنّ العمل وطلب الكسب والسعي له واجبٌ مفروضٌ على كل مسلمٍ قادرٍ عليه، ثم يتدرَّج الحكم بحسب حال طالب الكسب إلى عدّة أقسام هي: [٢] الكسب المفروض: وهو كسب المكلَّف بقصد تأمين قوته وقوت عياله؛ مما يؤمِّن له قضاء دَينه وإشباع حاجاته الأساسية بقدر الكفاية الكسب المستحب: ويُقصد به الكسب الذي يبلغ به المسلم الزيادة عن أدنى الكفاية؛ ليواسي بتلك الزيادة فقيراً جائعاً أو يعطيه قريباً كنوعٍ من التحبُّب، وهذا النوع أفضل من الخلوة لتأدية النوافل من العبادات عند بعض أهل العلم.