الوقفة الخامسة: أن تخصيص ليلة 27 في العمرة ليس عليه دليل، فعلى أولئك الذين يتقصدون تلك الليلة بالعمرة لو أدَّوها في غيرها براحة وطمأنينة وسكينة، لكان أولى وأكثر حضورًا لقلوبهم خلال عملهم. الوقفة السادسة: بعض الناس قد يكرر العمرة أكثر من مرة في سفرة واحدة، وهذا موضع خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يُجيز ذلك ومنهم من يمنعه، ولكنهم لو أنهم اعتمروا عُمرةً واحدة ثم بدل أن يُكرروا العمرة، يُكثرون من الطواف على الكعبة، لكان هذا موضع اتفاق بين أهل العلم، والطواف أجره عظيم وثوابه جزيل، وليُكثروا أيضًا كذلك من الدعاء، فهذا أيسر من وجه وموضع اتفاق من وجه آخر. الوقفة السابعة: تعرَّف على أحكام العمرة ومسائلها جيدًا قبل ذهابك إليها، فاقرأ واسأل حتى تكون العبادة على الوجه الصحيح، فما أكثر ما يقع من الأخطاء بسبب الجهل بأحكام العمرة، وقد تبطُل عُمرته وهو لا يشعُر، فحاول جاهدًا أن تُحدد شيئًا من وقتك قبل مجيئك بالتفقه في أحكامها وأعمالها. الوقفة الثامنة: إياك وتقليد الناس في بعض أفعال العمرة وأقوالها، فليس كل من حولك علماء، أو يعرفون أحكام الشرع، فلا تُقلد أحدًا فعَل شيئًا تجهله، فلربما كان فعله خطأً، فتكرر أنت الخطأ نفسه، ولكن تعرف على الحكم والفعل الصحيح بالسؤال عنه.
س: العمرة في رمضان مرتين؟ الشيخ: ما في بأس، ما في حرج. س: ولو غير رمضان؟ الشيخ: ولو في غير رمضان، يقول النبي ﷺ: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ما في حد محدود. س: بالنسبة الذي حج عن الغير ما يشترط أنه يوصي؟ الشيخ: ولو ما وصى، لكن يشترط أنه قد حج عن نفسه، لا بدّ للحاج عن غيره أن يكون قد حج عن نفسه، قد اعتمر عن نفسه. س: إذا كان مفرطا في ترك الحج؟ الشيخ: ولو مفرط يحج عنه ويدعى له بالمغفرة والعفو. س: ركعتان بين صلاة العشاء وصلاة التراويح، هل الأفضل الإنسان يسبح أو يصلي ركعتين؟ الشيخ: سنة العشاء أول قبل التراويح، التهجد بعد نافلة العشاء، بعد الراتبة يصلي العشاء ثم الراتبة ثم يتهجد في الليل التراويح أو غيرها. س: هل الأفضل يسبح أو يقوم يؤدي هذه الركعتين؟ الشيخ: بعد ما يفرغ من الأذكار يصلي الراتبة هذه السنة، السنة أولا يأتي بالأذكار الشرعية، ثم يصلي الراتبة. س: حتى إذا تقدم الإمام وصلى التراويح؟ الشيخ الإمام لا يتقدم إلا بعد ما يصلى الناس النافلة. س: قولهم ربنا ينظر بعين الرحمة أيش حكمه؟ الشيخ: ربنا رحيم جواد كريم، سبحانه وتعالى يرحم من يشاء ويعاقب من يشاء جل وعلا، وهو يرحم المستحق للرحمة ويعاقب المستحق للعقاب.
وفي الحديث الثاني والثالث: الدلالة على أن الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يحج عنها، فإذا كان الرجل كبيرا لا يستطيع الحج أو العجوز كبيرة حج عنهما ابنهما أو بنتهما، ولهذا قالت امرأة: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا الظعن أفأحج عنه؟ قال: حجي عن أبيك ، وهكذا حديث: أبي رزين العقيلي قال: حج عن أبي وأعتمر لأنه لا يستطيع الحج ولا الظعن، لا يستطعن الظعن ولا الرحل ولا يثبت على الراحلة، فهذا يدل على شرعية الحج عن العاجز وأنه يحج عنه ولده أو غيره. والحديث الرابع: حديث السائب بن يزيد قال حُج بي مع النبي ﷺ وأنا ابن سبع سنين، دل على جواز حل الصبي، وأن حجه صحيح لكنه نافلة حتى يبلغ، فإذا كان ابن سبع فأكثر نوى بنفسه وطاف بنفسه وسعى بنفسه، وإذا كان دون ذلك حج به طاف به وليه وسعى به وليه يكون له حج نافلة، فإذا بلغ وجب عليه أن يحج حجة الإسلام بعد البلوغ إذا استطاع، وهكذا العبد حجة نافلة فإذا عتق حج حجة الإسلام. وفق الله الجميع. الأسئلة: س:... ؟ الشيخ: ما أخبر في هذا شيء، ما أعلم شيء منصوص في هذا، لكن الأمر واسع إذا خفف بعضها وطول بعضها الأمر واسع. س: هل تخص ليلة سبعة وعشرين بالعمرة؟ الشيخ: لأنها يتحرى فيها ليلة القدر خص الأوتار لعله يوافق ليلة القدر، وليلة سبع وعشرين أرجح والعمل فيها أفضل من ألف شهر مما سواه.
والله أعلم.
وهذا هو توجيه ابن تيمية حين تكلم عن الحديث الذي فيه أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ، يمكن مراجعة كلامه في جواب السؤال رقم ( 10022). قال إسحاق بن راهويه: " معنى هذا الحديث – يعني حديث ( عمرة في رمضان تعدل حجة) - مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ: قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن " "سنن الترمذي" (2/268) وجاء في "مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية أبي يعقوب الكوسج" (1/553): " قلت: من قال: ( عمرة في رمضان تعدل حجة) أثبت هو ؟ قال: بلى ، هو ثبت. قال إسحاق: ثبت كما قال ، ومعناه: أن يكتب له كأجر حجة ، ولا يلحق بالحاج أبدا " وقال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (26/293-294): " معلوم أن مراده: أن عمرتك فى رمضان تعدل حجة معي ، فإنها كانت قد أرادت الحج معه ، فتعذر ذلك عليها ، فأخبرها بما يقوم مقام ذلك ، وهكذا من كان بمنزلتها من الصحابة ، ولا يقول عاقل ما يظنه بعض الجهال أن عمرة الواحد منا من الميقات أو من مكة تعدل حجة معه ، فإنه من المعلوم بالاضطرار أن الحج التام أفضل من عمرة رمضان ، والواحد منا لو حج الحج المفروض لم يكن كالحج معه ، فكيف بعمرة!! وغاية ما يحصله الحديث أن تكون عمرة أحدنا في رمضان من الميقات بمنزلة حجة " وانظر جواب السؤال ( 13480).
الوقفة الثالثة عشرة: عند حصول الخطأ في أداء العمرة أو غيرها من العبادات، فلا تتأخر عن السؤال أو تُهمله، فإن سؤالك هذا من طلب العلم، وأنت مأجور عليه، وفيه تصحيح لعملك، فإن نقاط الفُتيا مبثوثة ومنتشرة في نواحي المسجد الحرام، ولله الحمد والمنة، وذلك عن طريق الهاتف، وجميل أن يكون معك أرقام لبعض أهل العلم؛ حتى تسألهم عن كل ما أشكَل عليك في مكة وغيرها. الوقفة الرابعة عشرة: البعض من الناس قد يذهب لأداء العمرة ويترك ذريَّته بلا رقيب ولا عتيد، وهذا لا شك أنه خطأ تربوي، فهؤلاء الذرية هم أمانة في عُنق وليِّهم، عليه أن يصحبهم ويجتهد في وضع برامج تناسبهم، أما تركهم ولا يعلم عنهم شيئًا إلا مع وجبات الطعام ونحوها، فهذا نقص في التربية، بل إن وجودهم هناك فرصة لتطبيق تلك البرامج المرسومة لهم. الوقفة الخامسة عشرة: على المعتمر أن يحرص على أداء السنن في تلك العمرة، ولا يُهملها سواء في طوافه وسَعْيه، أو غيرهما؛ لأن هذه السنن مُكملاتٌ للعمل، كما أن عليه أن يُشغل لسانه خلال طوافه وسَعْيه بالذكر والدعاء وقراءة القرآن، منوعًا بينها إن خشي الملل والسآمة، فهو في طوافه وسعيه في ساعات الإجابة وأوقاتها، وليستشعر حاله التي هو عليها في هذا اللباس متواضعًا خاضعًا لله ربِّ العالمين، فإنه أحرى وقريب من الإجابة والقبول.